ميكانيكا الأفكار والمشاعر

طاعة المدير أو رئيس الشركة أو الوزير أو القادة أو رجال السياسة أو رجال الدين أو الزوج أو الزوجة أو الأب أو الأم أو الأخ أو الأقارب أو الجماعة أو ما وجدنا عليه آباءنا، قد تكون فعلا طاعة حسنة بمعنى الكلمة الحقيقي، ولكن أحيانا، تكون عبارة عن قمع تحت مسمى الطاعة

فقد تم استخدام مصطلحات حميدة في جوهرها لتزيين القمع منذ الأزل

مثل استخدام مصطلح "الطاعة" لإجبار البشر على الإنصياع والخضوع لبشر مثلهم دون وجود موافقة قلبية حقيقية، وشيطنة كل من يرفض الخضوع.

شيطنة من يرفض الخضوع لمن هو ليس جديرا بالطاعة، مهما كان لقبه أو مرتبته، هو نصرة للقمع والظلم

أحيانا، يكون التمرد فضيلة

اما الطاعة

الطاعة.. فيها قلب راضٍ، محبة، احترام متبادل (مع خط أحمر عريض جدا تحت كلمة "متبادل")، رغبة وموافقة حقيقية عميقة ضمنية جميلة، تسليم محبب، ليونة، مشاعر إيجابية

الطاعة الأصلية ليس فيها أي تهديد، أو تخويف، أو ضغط نفسي، أو امتعاض، أو طاقة سلبية، أو قهر، أو إجبار، أو مشاعر سلبية

نحن نطيع فعلا حين نكون مطمئنين أن هذه الطاعة ستعود علينا جميعا بالخير

فإذا وجدنا في أنفسنا مشاعر سلبية تجاه من نطيعه، فنحن لسنا مطيعين، بل نحن خائفون راضخون، خائفون من نتيجة عدم الرضوخ. 

يستحيل وجود طاعة حقيقية في القلب دون الاطمئنان أن المطاع يستحقها عن جدارة، ولذلك فإن لها شرطا أساسيا: الثقة التامة بأهلية المطاع. 

وهذه الثقة نشعر بها في القلب والحدس وكل تلك الحواس التي تفوق الخمسة بكثير. فمهما كثرت الكلمات المعبرة والمؤثرة، لا يمكن أن نشعر بهذا الشعور القلبي العميق بالثقة إلا إن كان المطاع نزيها في الخفاء بينه وبين نفسه أولا، وعادلا عزيزا محبا ودودا لطيفا متزنا حتى في أفكاره الباطنية التي لا يطولها أحد. 

وهذه الثقة تأتي حين نتأكد بكل جوارحنا أن من يقودنا يضع مصالحنا وصحتنا النفسية والجسدية نحن فوق مصالحه وشهواته ورغباته، وأن كل أفعاله هدفها المصلحة المشتركة والحفاظ على المحبة والترابط والأمان والازدهار للجميع بدون أي استثناءات. 

وشخصية القائد الجدير تزرع بذور الطاعة في النفوس بشكل عفوي، بجمالها وحكمتها ونزاهتها وقوتها التي يستشعرها الناس دون أي شعارات أو محاولات إثبات وفرض الذات، واستعراض قوة، وإشعار بالذنب والتقصير، فشتان بين من يقود بالطاعة، وبين من يقود بالضغط.

Previous
Previous

ميكانيكا الأفكار والمشاعر كمان

Next
Next

ليش لأ؟